نصائح للمبتدئين في القراءة:
على الرغم من الدور الكبير الواقع على عاتق المدرسة في حياة القارئ الصغير، لا زلنا نلاحظ إهمالًا من قبل الكوادر التدريسية لجانب
المطالعة والحث على أدائها. حيث أن دور المدرسة لا يقتصر على إيصال المعلومات إلى ذهن الطالب فحسب، بل أيضًا تحبيب العلم إلى
قلوب التلاميذ. وذلك لا يتم بالاعتماد الكلي على المواضيع الأكاديمية التقنية الكلاسيكية، بل يتعداها ليشمل تشجيع مطالعة الكتب خارج
المنهج الدراسي وتلخيصها ومناقشتها، تلك التدريبات تشجع القارئ الصغير على الاعتماد على نفسه في اختيار الكتاب الذي يروقه،
وتبث في قلبه روح المنافسة مع أقرانه لاختيار الكتاب الأفضل ومطالعته بكفاءة.
لكن إذا لم يتوفر هذا الدور المدرسي في مراحل الدراسة الأولى فلا يزال بمقدورنا إنارة تلك الشعلة وسلك ذلك الطريق الممتع ألا وهو
طريق القراءة والمطالعة.
ولو راعينا بعض النقاط فإننا بلا شك سنرتقي إلى مراحل متقدمةٍ من المطالعة وحب القراءة وأهم تلك النقاط
مايلي:

● إن كلمة اقرأ لهي أول كلمة نزلت على قلب الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وهذه رسالة سماوية تبين لنا مدى
أهمية القراءة وقداستها.
● البدء بقراءة الكتب القصيرة والمشوقة مثل القصص والروايات أو الكتب المصورة الممتعة التي تنقل فكرة ومعلومة من خلال
الصور لتعويد النفس على فتح الكتاب وقضاء بعض الوقت معه دون ملل.
● اختيار كتب لكبار المؤلفين المعروفين بأساليبهم الشيقة أو السلسة البعيدة عن التعقيد وعن الحوارات المملة.
● الانتقال تدريجيًا إلى الكتب الأكبر حجمًا ذات المواضيع الأعمق مثل كتب التنمية البشرية وتطوير الذات. كما ويمكن اختيار
الكتب العالمية المترجمة لأن الكتب المترجمة غالبًا ما تكون قد لاقت رواجًا في بلادها الأم مما أدى إلى الاهتمام بترجمتها إلى
لغات أخرى للاستفادة منها.
● البحث عن الكتب المناسبة لاحتياجنا واهتماماتنا ومستوانا عن طريق الاطلاع على آراء وتعليقات قُراء آخرين في المواقع
المكتبية العربية والأجنبية.
● تحديد جدولٍ زمني يومي للمطالعة كأن يكون ساعة أو أقل ومحاولة الالتزام قدر الإمكان بهذا الموعد. ومن المفيد اختيار مكان
مناسب هادئ مما يساعد كثيرًا على الاستمرار والاستمتاع بأوقات القراءة.
● لا يخلو الأمر مهما حاولت من إخفاقات وكبوات، وهذا هو الواقع في معظم الحالات لذلك لا تُحبط، فعند مفترق الطرق يظهر
القلب الصبور من الكسول. قد تكون البداية صعبة لمن ليس معتادًا على المطالعة، لكن بترويض النفس المستمر قد تتفجر
طاقات ومهارات لم تكن بالحسبان.
● إن الكتابة قد تكون أحد أجزاء القراءة المتممة لها. حيث يمكن بعد الانتهاء من قراءة كتاب تدوين أهم المعلومات المستخلصة
والمستفادة منه في كتيب صغير أو دفتر ملاحظات لمناقشة أحداث الكتاب وتدوين أبرز نقاطه.
● القراءة الجماعية مع الأهل أو الأصدقاء ومناقشة معلومات الكتاب معهم. فالقراءة الجماعية تحفز القارئ على المطالعة بكفاءة
ومتعة أكثر عند مناقشة محتويات الكتاب مع الآخرين

● قم باختيار كتاب واحد وركز في محتواه وحاول إتمامه قبل اقتناء كتاب آخر، ولا تحط نفسك بالعديد من الكتب والمواضيع،
فهذا قد يسبب لك الارتباك أو التشتت وبالتالي الخوف أو الهروب من عالم القراءة.
● هناك مثل فرنسي يقول أنت ما تأكله، وأنا أقول أنت ما تقرأ. فتلك الكلمات التي تسمح لها بالمرور عبر عدسة عينيك والتوغل
إلى أعماق الدماغ هي ليست رموزًا فحسب، بل هي خارطة طريق، دستور حياة، جزء من فكرك ومبادئك التي ستتخذها
مستقبلا. لهذا فإن الاعتناء بالمحتوى من أهم عوامل المطالعة، فعليك أن تحدد بعناية شديدة ما ستقرأه وتسأل نفسك لما اخترت
هذا الموضوع؟ هل سيطور مني عقلا وروحا أم سيؤثر سلبًا عليهما؟
● وأخيرًا يمكن الاستماع إلى الكتب الصوتية بدلًا من قراءة الكتب، وعادة ما يكون فهم الكتب الصوتي أسهل وذلك لأنه يتم
تأديته من قبل راوي محترف يقرأه بشكلٍ معبرٍ عن المضمون مما يسهل فهم الكتب. كما يمنحك الكتاب الصوتي القدرة على
الاستماع في كل الأوقات وبذلك لن يكون الانشغال بأمور الحياة اليومية عائقًا عندك.