هذه العادة التي لم تزل مستمرة، حتى بعد الإسلام، فهاهم أمراء الدولة الإسلامية على مشاغلهم، يولون الأدباء مكانةً خاصةً في الدولة، ويطلقون لهم المسابقات ويمنحونهم الجوائز، شكرًا وتقديرًا على ما يقدمونه إلى اللغة ومفرداتها.
ثم تتفكك الدولة الإسلامية، وتتراجع العربية، ويتراجع نطق أهلها بها، ليطلق الغيورون عليها من جديد مسابقات عديدة، طمعًا في نشرها، وإرشاد القارئ للقلم الجميل منها، وحثًا للأدباء والكتاب أن يطلقوا سراح كلماتهم، التي حبست، لانحسار سوقها وضعف الإقبال عليها، أو لعجز كُتَّابِها دفع مصارف طباعتها وتسويقها.
حيث تعمل هذه المسابقات على المفاضلة بين الأعمال الأدبية المتنافسة، من خلال لجنة متخصصة، لتختار بعد عدد من التصفيات عملًا فائزًا، يُعلن عنه بمراسم احتفالية ضخمة، فيذيع سيط كاتبه، وتزيد مبيعات دار النشر التى قامت بنشره إن كان منشورًا، كما تقوم بترجمته إلى لغات أخرى مختلفة ومتعددة، ناهيك عن الجائزة المالية التي يحظى بها المؤلف.
ولما وجد القائمون على هذه المسابقات نجاعتها، أكثروا منها، فوجدنا منها في يومنا هذا المحلية والإقليمية، وتعددت أشكالها ومجالاتها، واختلفت طبيعة جوائزها وطرق الترشح لها.فهذه أمثلة عليها:
الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية): أو كما تختصر أي باف، أعلن عنها أول مرة في أبو ظبي عام 2007، بتمويل من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات العربية المتحدة، وتفتح باب الترشح لها في الأول من أبريل من كل عام، وتقدم جوائزها في مجال الرواية فقط، تترجم الرواية الفائزة إلى الإنجليزية وغيرها، بالإضافة إلى الجوائز المالية بقيمة 50,000 دولارًا للفائز الأول، و10,000 دولارًا لكل من الستة النهائيين.
جائزة كتارا: أعلن عنها أول مرة في الدوحة بداية عام 2014، برعاية من المؤسسة العامة للحي الثقافي في الدوحة، تتسع دائرة الترشح لها، لتشمل الرواية العربية المنشورة، وغير المنشورة، دراسات البحث والنقد الروائي، روايات الفتيان غير المنشورة، والرواية القطرية المنشورة، تعمل الجائزة على ترجمة الروايات الفائزة، كما تعمل على طباعة ونشر الأعمال الفائزة من مختلف الفئات المرشحة، بالإضافة إلى الجوائز المالية المجزية عن كل فئة من الفئات.
جائزة الشيخ زايد للكتاب: هي جائزة مستقلة، تُمنح كل عام بدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وتضم الفروع: الآداب، والترجمة، الثقافة العربية في اللغات الأخرى، والمؤلف الشاب، والتنمية وبناء الدولة، أدب الطفل والناشئة، الفنون والدراسات النقدية، شخصية العام الثقافية، النشر والتقنيات الثقافية، تبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 7 ملايين درهم إماراتي.
جائزة نجيب محفوظ: تطلقها الجامعة الأمريكية بالقاهرة في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ، اعترافًا ببصمته، أطلقت أول مرة في 11/ديسمبر/1996، يُكَرم الفائز بميدالية، وجائزة مالية قدرها 1000 دولار.
جائزة الطيب صالح العالمية: ينظمها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بالسودان، في ذكرى وفاة الروائي الطيب صالح في فبراير 2010، تمنح جوائزها في مجال الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية.
جوائز كثيرة أخرى مثل:جائزة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وغيرها الكثير الكثير.
صلتها انحرفت نحو إشباع المطامع المادية؟