الكتاب الصوتي:
سابقًا كانت المكتبات والكتب الورقية تزخر بمرتاديها، حين كان الكتاب هو المصدر الأول والأخير
للمعلومة قبل توفر الأجهزة الإلكترونية والتسجيلات الصوتية وعالم التكنولوجيا الزاخر بالوسائل
السهلة والمريحة.
أما الآن فنلاحظ تقلص في أعداد المكتبات العامة والكتب المطبوعة والسبب يعود بشكل أساسي
لتوفر نسخ حديثة من الكتب ألا وهي الكتب الإلكترونية والصوتية.
الكتب الصوتية لها مميزات عديدة تجذب فئات متنوعة من المجتمع. حيث يستسيغها الطفل الذي لم
يتمكن من القراءة بعد، والشاب المشغول بأعماله ولا يجد الوقت للقراءة. وكبير السن الذي لم تعد
عيناه تسعفه على القراءة والاطلاع كالسابق. وتجذب ربات المنزل الذين يستمعون لشتى أنواع الكتب
الصوتية أثناء ممارسة أعمالهم المنزلية اليومية من ترتيب وطبخ وتنظيف وما إلى ذلك من أمور
روتينية دون الحاجة لحمل الكتاب وقراءته سطرًا تلو الآخر.
كما أن هناك العديد من الكتب الصوتية التي يتم تسجيلها بأصوات احترافية من قبل أشخاص بارعين
يتمكنون من إحياء المشاعر المدفونة بين كلمات الكتاب بقراءتها بنعومة أو يهولون الحادثة بتضخيم
أصواتهم أو يرتلون ترنيمة بترقيق مخارج حروفهم، ليُكونوا لوحات فنية من الدراما الصوتية
يصعب أن نقلدها أو نتخيل ذات الأحداث إذا ما قرأناها بأنفسنا.
القراءة تحتاج إلى مهارة صوتية خاصة وهذا ما دفع العديد من الهواة إلى اعتناق هذه المهنة حيث
يقومون بقراءة مختلف الكتب وتسجيلها بأصواتهم ونشرها في مواقع إلكترونية عامة لأغراض مادية
أو للشهرة أو للمنفعة العامة.
كما نلاحظ وجود مؤسسات ضخمة تتبنى عملية قراءة الكتب، حيث توفر كادر تمثيلي متخصص
يشترك فيه أكثر من ممثل لقراءة كتاب واحد. وهذا النموذج من القراءة يعتبر عمل فني باهظ الثمن
إذا ما قورن بسعر الكتب الورقية. يمكن أن نجد هذا النوع من الكتب الصوتية معروضة في البرامج
المتلفزة أو الإذاعية، كما تتوفر في دور النشر الإلكترونية.
ويتوفر حاليا ثلة من أجمل التطبيقات الهاتفية سواء لبرامج الأيفون أو الأندرويد التي تعنى بانتقاء
أفضل الكتب لمختلف المواضيع الأدبية والتاريخية والعلمية وغيرها من المواضيع وتحويلها إلى
كتب صوتية ذات قراءة عربية صحيحة فصيحة سليمة.

وفي مقدمة تلك التطبيقات تطبيق راوي الذي يقدم مجموعة كبيرة من الكتب الممتعة والمفيدة لكل
الفئات العمرية والمراحل الاجتماعية. تلك الخزنة المكتبية المنتقاة بعناية توفر علينا مشوار البحث
لاختيار وانتخاب الكتاب، حيث أن الكتب المعروضة في هذا التطبيق مرت عبر سلسلة من التفحيص
والتمحيص قبل اختيارها لتحويلها إلى كتب صوتية.
كم هو مفيد ورائع أن نمتلك خزانة ضخمة من الكتب الصوتية ترافقنا أينما حللنا ونأنس بها أثناء
طوابير المرور أو فترات الانتظار، حيث يمكننا بضغطة زر أن نختار شتى أنواع الكتب ونستمع لها
دون الحاجة لإرهاق أبصارنا أو استنزاف أوقاتنا بالقراءة. وما أجمل أن نختم يوم عمل شاق مجهد
بالاسترخاء والاستماع إلى كتاب صوتي وهو يسرد لنا أحلى فنون العلم والمعرفة.
إن مواضيع الكتب الصوتية تتنوع وتختلف فمنها الأدبية كالقصص والروايات الرومانسية أو
البوليسية وحتى قصص المغامرات والتشويق. ومنها المواضيع التاريخية والسير الذاتية ومختلف
المجالات العلمية والتكنولوجية. كما أن تطبيقات الكتب الصوتية توفر قسمًا خاصًا لشريحة الأطفال،
حيث تسافر بهم إلى عالم من المعرفة والتسلية. ومن الجدير بالقول أن كثرة استماع الطفل إلى
القصص الصوتية تحسن وتطور من مهاراته الكلامية وتصحح نطق مخارج الحروف العربية.
إن تطبيق راوي يجذب المستخدم من اللحظة الأولى لأنه يمتاز بتصميم بسيط وأنيق وألوان هادئة
وهذا الأمر يساعد جميع الفئات العمرية على استخدامه عكس بعض التطبيقات التي تبالغ في استخدام
الألوان والتصاميم والخصائص البرمجية المكتظة مما يجعل المستخدم تائه لا يعرف كيف يجد ما
يروم إليه.
وأخيرا يمكن الاشارة إلى امكانية استخدام راوي الكتب ليس من خلال التطبيقات الهاتفية فحسب بل ايضا يمكن استخدامه عبر
المتصفحات المختلفه وأيضا نجد بعض من كتبه الصوتيه معروضه مجانا على بعض المواقع ومنها soundcloud.