القراءة أم الاستماع
مع التطور التكنولوجي المعاصر أصبح الحصول على المعلومة متوفر ومتاح بعدة صيغ وأشكال من
الكتب الورقية المخطوطة إلى الإلكترونية المطبوعة ومن التقارير الصوتية المسجلة مثل البودكاست
إلى البرامج المتلفزة، إضافة إلى توفر العديد من تطبيقات الهواتف المبرمجة بطرق ذكية للوصول
إلى المعلومة.
الخيار صعب، فكيف نحدد بين كل تلك الخيارات الثرية؟ هنا نطرح بعض النقاط التي من شأنها
تسهيل عملية الاختيار وإبراز سلبيات وإيجابيات كل طريقة.

القراءة:
رائحة الكتاب، ملمسه، تصفح وريقاته، طي أركانه، تلك الأمور يعشقها الكثير ويصعب عليهم
الاعتراف بهيمنة الكتب الصوتية، فكيف يمكنك أن تنتزع ذكرى كتاب من مخيلة رجل بداخله طفل
نشأ وتربى وهو يحتضن قصصه بين يديه أو يرصها بعناية في خزانة مكتبته الصغيرة. هؤلاء الفئة
أنا لا أخاطبهم، بل أعتذر لهم لأن مقالي قد يخدش مشاعرهم وأنا قد أُرَوج لاستخدام الكتب الصوتية،
لكن لابد للحقيقة من مجال لطرح سلبيات وإيجابيات القراءة.

إيجابيات القراءة:
● القراءة بحد ذاتها متعة، سواء أكان الكتاب ورقيًا أو إلكترونيًا. متعة القراءة شيء خفي،
كمتعة الأصابع وهي تفك أحجية المكعب السحري، فاللسان هو الآخر يفك طلاسم تلك
الرموز المدعوة بالأحرف ويرقص بين أسطرها وكأنه يسابق الأحداث المدونة ويزيد من
سرعتها أو يباطئ. ولو قمنا بعمل بحث صغير لوجدنا أن هناك بالفعل دراسات علمية تشير
إلى أن القراءة تعتبر طريقة للتخفيف من التوتر وتشذب الأفكار.
● إضافة إلى ذلك فتقنية القراءة تسهل البحث عن معلومة، حيث يسهل على القارئ التنقل بين
الأسطر وكأنه يتنقل بين شوارع مدينة صغيرة للبحث عن متجر. بينما المستمع فيصعب عليه
البحث عن كلمة أو معلومة معينة اذا ما مرَّت عليه أثناء استماعه فهو لا يعلم في اي دقيقه
كانت، كالمُبحِر بقارب وسط الماء ولايعرف أين الجنوب!

● القراءة تتيح إمكانية تلوين الكلمات ووضع الإشارات والعلامات، وهذا مفيد جدًا خصوصًا
أثناء القراءة الأكاديمية وتحضير الدروس والامتحانات، حيث يمكن مراجعة الأسطر الملونة
والمعلمة حصرًا.
● يمكن بالقراءة السريعة إنهاء عدد أكبر من الكتب في وقت أقل.
● يلوذ البعض بالقراءة بحثا عن الهدوء وهروبًا من عالم التكنولوجيا الصاخب أو لعدم توفر
الأجهزة المطلوبة للاستماع.

سلبيات القراءة
● ضعف حاسة البصر، وهذا ما يحدث غالبًا مع كبار السن، حيث يتوقفون اضطرارًا لعدم
قدرتهم على القراءة.
● وزن وحجم الكتاب خصوصا مع الكتب المتوفرة ورقيا، حيث يصعب حملها أو التنقل بها.
● طريقة خط الحروف تعرقل من عملية القراءة لدى البعض.
● ضيق الوقت قد يحد من ممارسة القراءة.

الكتب المسموعة أو الصوتية:
من قال بأن فكرة الكتب المسموعة هي ضرب من التكنولوجيا الحديثة؟ فعلى الرغم من توفرها
بصورة أدق وأجمل حالياً، إلا أن الفكرة كانت تمارس منذ القدم، فقصص الامهات وحكايا الجدات
وجلسات الراوي في ليالي رمضان القديمة ما هي إلا إحدى صور الكتب المسموعة، لكن دعونا
نتعرف أكثر على سلبيات وإيجابيات الكتب المسموعة
إيجابيات الاستماع
● استعمال حاسة السمع ستحرر العين واليد لفعل مهام أخرى مثل السياقة، الطهي، العزف أو
ممارسة الرياضة. استغلال السمع سيوفر مزيدًا من القدرة على انجاز مهام أخرى، فكم من

كتاب تم أثناء القيادة ذهابًا وإيابًا إلى العمل وصاحبه مبتسم لا يشعر بطابور المرور الطويل
وهو يستمع إلى كتابه المفضل؟
● المقاطع الصوتية لا توفر المعلومة فحسب، بل تضفي لها نغمة إذا ما تمتع القارئ بصوت
رخيم دافئ ينقل المعنى بأسلوب شيق ومثير وممتع. أو قد يشاركه فريق من القراء وهم
يسردون أحداث درامية بأسلوب تمثيلي تفاعلي.
● وأخيرًا قد تتوفر بعض الكتب أو المعلومات بنسخ صوتية ولا تتوفر بصيغة كتاب مثل
التقارير الوثائقية.
أما السلبيات
● يصعب البحث عن كلمة معينة في المحتوى الصوتي ولا يتم إلا بالإصغاء لكل كلماته.
● كما ولا يمكن تلوين أو تحديد العبارات أو اقتباسها من المقاطع الصوتية .

وأخيرًا تبقى عملية الحصول على معلومة أمرًا جميلًا بحد ذاته مع تعدد صيغه وأشكاله.